"اهجموا عليهم، دمروهم، اقتلوهم"
هذه الكلمات ليست مأخوذة من تقرير عسكري أو من احد أفلام الاكشن،
بل هي جمل بسيطة مأخوذة من مسلسلات كرتونية موجهة للأطفال
تحديداً وتعرض على الشاشات الخاصة بالأطفال على مدار الساعة.
هذا ما جعل الكثير من المتخصصين في علم التربية يرفعون الصوت
لحث أولياء الأمور على ضرورة متابعة ما يشاهده أبناؤهم خصوصاً
وان الكثير من الآباء والأمهات يلجأون لشغل وقت فراغ أطفالهم
بتركهم لمشاهدة ما يعرض على الخاصة بالأطفال دون التأكد
من نوع البرامج والمسلسلات المعروضة والتي قد لا تناسب بعض الفئات.
إيجابيات يواجهها الكثير من السلبيات
أبرز الباحث الاجتماعي يحيى القلاف
ما يلعبه الإعلام في التأثير على سلم المعرفة والتطوير للمجتمع
بين الايجابيات والسلبيات التي قد تؤثر في كثير من الأحيان
على عقائد وتفكير النشء نظرا لما يتم زرعه من أفكار.
ويذكر ان هناك ايجابيات لمشاهدة الرسوم لمتحركة كزيادة
المعلومات الثقافية خصوصا وان بعض البرامج تحتوي على معلومات
بيئية جغرافية والبعض الآخر يسلط الضوء على قضايا علمية
كعمل أجهزة جسم الإنسان المختلفة بأسلوب سهل وجذاب
كما عرض في مسلسل الأطفال (هذه الحياة) .
ويضيف ان برامج ومسلسلات الأطفال تنمي الخيال
عند الطفل وتغذي قدراته على التفكير بابتكار أساليب متعددة،
كما تجعله يستكشف في كل يوم عالما جديدا ليتعلم،
كما تساهم في غرس القيم التربوية كالصدق والوفاء
والتعاون ومساعدة المحتاجين.
ومن أبرز الفوائد التي يستفيد منها الاطفال
تعليمهم التحدث باللغة العربية الفصحى، وذلك من خلال تنمية
المخزون اللفظي لهم والذي يمنحهم القدرة على التعبير
باللغة العربية الفصحى خصوصا إذا تواجد أحد والديه
لتوضيح معنى بعض الكلمات التي يصعب على الأطفال استيعابها.
ويشير لبعض السلبيات التي قد يتعرض لها الأطفال على الجانب
البدني إضافة للنفسي موضحا ان الأضرار الصحية قد تنتج
بسبب الجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز متعرضين لضعف
في النظر ووهن في الجسم إضافة للسمنة والكسل،
كما يلعب دورا في تقليل التواصل الأسري خصوصا عندما
يتوفر أكثر من جهاز تلفاز في المنزل لدرجة قد تصل إلى عدم
التخاطب بين أفراد الأسرة لأيام.
إلا ان اخطرالسلبيات تكمن فيما تزرعه بعض المسلسلات
الكرتونية والبرامج الموجهة للأطفال لبعض الأفكار والعقائد
البعيدة عن الدين بطريقة احترافية يصعب الانتباه لها ليتربى
عليها الأطفال بطريقة غير مباشرة .
ويضيف من المعروف ان صناع أفلام الكرتون من ثقافات
مختلفة يقومون بترويج أفكار مجتمعاتهم والتي تشجع على استخدام
طرق وأساليب للعيش قد لا تتلاءم في الكثير من الأحيان مع مجتمعاتنا
المحافظة كبعض عادات اللباس التي تحتوي على تعري او تقليعات
غريبة للشعر والمكياج، وهذا ما يجعل الأطفال تألف ما تشاهده
من خلال تكرارها في أكثر من مسلسل او برنامج ليتكيف عقله
الباطني خصوصا وان الأطفال أكثر استجابة للأفكار بسبب عقلياتهم
النظيفة والمهيئة للاستقبال بشكل اكبر من الأكبر منهم سنا".
أطفال يتربون على الدماء والعنف
يحذر المختصون الاجتماعيون والنفسيون من الآثار النفسية
التي تعزز روح العنف والجريمة لدى الأطفال خصوصا
مع الجرعات الزائدة بما يسمى
التشويق والإثارة والتي يحرص عليها صناع البرامج وذلك لتحقيق
اكبر نسبة في البيع والأرباح على حساب النشئ الذي لا يميز
بين الصحيح والخطأ مما يجعلهم يقومون بتقليد ما يشاهدونه
في بعض الأحيان ليصل إلى سلوك عدواني، حيث أثبتت الكثير
من الدراسات بان هناك ارتباطاً وثيقاً بين السلوك العدواني
لدى الأطفال والمراهقين ومشاهدة التلفزيون مما نتج عنه
حوادث متفرقة تناقلتها وسائل الإعلام الغربية جراء قيام أحداث بإطلاق
نار في مدارسهم موقعين بذلك الكثير من الضحايا والجرحى.
توطيد العلاقة بالأطفال لتفادي السلبيات
يلعب التوجيه والتثقيف الأسري دوراً كبيراً ومهماً في توضيح
الأفكار الخاطئة أوالغير مناسبة لمجتمعاتنا الشرقية المحافظة
وذلك من خلال مناقشة الأب او الأم لأبنائهم
.لذلك ينصح المختصون بشرح الأسباب التي تجعلهم يفضلون
لابنائهم عدم مشاهدة المشاهد التي تحتوي على عنف مفرط
او لقطات غير لائقة مما يولد لديهم رقابة ذاتية تجعلهم
يصدون عن كل ما هو غير لائق بل يدافعون عن الأفكار
الصحيحة أمام أقرانهم، هذا ما أوضحته المتخصصة في علم
النفس زكية الحسين
والتي شددت على ضرورة ان يقدم الوالدان لأطفالهما نموذجا مثاليا.
وتؤكد الحسين أنه لا يجب التساهل بالأثر الكبير على الأطفال سواء
ايجابيا او سلبيا ما يجعل من الضروري ان يكون هناك تفعيل
لدور الأسرة والمدرسة في توجيه الأطفال والجيل الناشئ.