قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية السبت إن مناقشة مسألة ترشيحه للرئاسة في الوقت الراهن سابقة لأوانها معربا عن ثقته في قدرات الجيش المصري على إدارة الأمور في المرحلة القادمة.
وأضاف موسى في حديث هاتفي مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية اليوم السبت - أن هناك روحا جديدة تنتظم المجتمع المصري منوها بأن رياح التغيير تجتاح منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وحول مسألة ترشيح نفسه للرئاسة قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إن هذه المسألة لا مجال لمناقشتها في الوقت الراهن حيث يبتهج الجميع بما حدث وهناك الكثير مما يجب فعله ويجب الاستماع لما سيعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة وسيأتي الوقت المناسب للرد على مثل هذا السؤال.
وتوقع موسى أن ما بين ستة وسبعة شهور سيستغرقها وضع هيكل الدستور الجديد الذي يمكنه إقرار الأوضاع أما من يجب أن يشاركوا في صياغة الدستور الجديد فهذا أمر متروك للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لكن أي دستور جديد يحتاج إلى خبراء في هذا المجال ومصر ملأى بهم.
وقال موسى: إنه من الضروري تركيز الجهود في المرحلة المقبلة بمصر على بناء إجماع وطني بشأن كيفية التحرك نحو المستقبل موضحا أن الأيام القليلة القادمة ستكشف عما سيبلغه المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمواطنين لكن الهدف يجب أن يكون هو الإصلاح
والديمقراطية وأن تكون هذه هي الأجندة التي يتم العمل عليها والتوافق بشأنها ثم المضي قدما نحو تنفيذها.
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن هذا سيكون بحاجة إلى انتخابات وحكومة وخارطة طريق تكون قادرة على تحقيق ذلك.
وحول دور الدين في الديمقراطية القادمة في مصر, قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إن هناك مشاهد تضمنتها الأحداث الأخيرة بمصر أكدت أن هناك علاقات جديدة أو متجددة فيما بين جميع أطياف المجتمع المصري بما في ذلك المسلمين
والمسيحين النساء والرجال الأغنياء والفقراء.
وأكد موسى أن هناك روحا جديدة تسري في هذا المجتمع وقال: أظن أنه في ظل هذا المناخ فإن الدستور سيرتبط بتوجه راسخ في مصر وهو التسامح ومصر في القرن الحادي والعشرين يجب أن تقود مسيرة الإصلاح في العالم العربي والشرق الأوسط وهو ما
يتطلب دستورا حديثا.
وحول استشرافه لطبيعة العلاقة بين مصر والولايات المتحدة في ظل مستجدات الأوضاع قال موسى: إن وجود علاقة متميزة مع الولايات المتحدة يصب في المصلحة المصرية وأعتقد أن الولايات المتحدة تدرك أن من مصلحتها هي أيضا أن تكون لها علاقات طيبة
مع مصر بما يعني ذلك الحكومة والشعب ويجب أن تتجه السياسات في هذا الاتجاه.
وحول توقعاته بشأن مدى استمرار الالتزام المصري باتفاق السلام مع إسرائيل بعد تنحي الرئيس حسني مبارك قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إن للسياسة الخارجية المصرية أسسا محددة ومن أهمها التوجه نحو السلام وسوف يتواصل هذا التوجه وسنستمر في الدعوة للسلام.
ولفت إلى أن الوثيقة الأساسية التي يتم الاستناد إليها في هذا الشأن هي المبادرة العربية التي تدعو للسلام وتحظى بإجماع الدول العربية عليها وسوف نبني جميع جهودنا الدبلوماسية على السلام الذي دعت إليه كافة الدول العربية كما سيتم احترام أي اتفاق ثنائي في هذا الخصوص.
وردا على سؤال بأن الثورة بدأت في تونس ثم في مصر فأين ستكون بعد ذلك قال موسى إنه رغم أنه لا يمكن التنبؤ بالإجابة على هذا السؤال لكنه يرى أن رياح التغيير تجتاح منطقة الشرق الأوسط بأسرها.