"تناول ما يعجبك وإرتدى ما يعجب الناس" مثل شعبى نسمعه كثيرا .. ونجد أصداءه دائما تتجسد فى الخوف من كلام الناس .. فهل يمثل لكِ شئ فى الحياة؟ وهل تضعى له إعتبار ويساهم فى إتخاذك للقرارات؟ بالطبع هناك كثير من النساء تخشى كلام الناس وتضع لهم شأن كبير فى حياتهن .. ولكن ما الأسباب وراء إهتمامنا بكلام الناس
- منذ التنشئة
منذ الصغر يجد الابناء والديهم يعطون اهتماما لكلام الناس وبالتالى يحاكون تلك التصرفات، ايضا يعود الوالدين أبناءهم على الانصات لما يقوله الناس ويكون هذا التصرف جزء من شخصيتهم ويبقى الخوف من كلام الناس نصب اعينهم طوال
الوقت
- العادات والتقاليد
تعود الناس فى مجتمعاتنا العربية على الاهتمام ببعضهم وعمل شأن كبير لما يقوله الناس وتداول هذه الفكرة من جيل الى جيل حتى وقتنا هذا وبالتالى اصبح كلام الناس أمر مسلم به فى حياتنا لابد أن نأخذ به
تدخل الناس وحب النميمة
الناس تعودت على التحدث على الغير بل تتخذه فن .. حتى الشخص الجيد المستقيم لم يسلم من الكلام السيء .. فأصبحت هواية فى خلق وتأليف الحكايات
- السمعة
لأن هناك علاقة حميمة بين كلام الناس والسمعة .. فأصبح الخوف من كلام الناس ينتج عن الخوف على السمعة .. فتضطر الفتاة وأسرتها من القلق من كلام الناس
الخوف على المظهر
هناك من يخشى كلام الناس حرصا على مظهره ليس أكثر .. لأنه ذو مكانة مرموقة ولا يصح أن تتلطخ بأى حديث سيء .. فيضطر للتركيز والاهتمام مع هذا الكلام لمعرفة ماذا يقال عنه وكيف يتجنب اى شئ خطأ من تلك الاقاويل
لماذا
تعيشين لرضاء الناس طالما أنتِ واثقة من نفسك .. فهل لديك ما تخافين منه
يجعلك تهتمين بحديثهم؟ .. إذن من الآن لا تضعى فى إعتبارك أى كلام يقال ..
ففى كل الأحوال سيتحدث الناس .. مهما كانت درجة حرصك فى تصرفاتك فسيأتى
اليوم الذى تعلمين فيه أن هناك أقاويل تم تداولها حولك .. لا يشترك أن تكون
سيئة للغاية ولكن على الاقل لن تسلمى من بعد الثرثرات البسيطة
يؤدى الخوف من كلام الناس الى عدة نتائج سلبية .. فمن تضع إعتبارا لهذا تصبح وكأنها مراقبة طوال الوقت وتحرص بشكل مبالغ فيه على تصرفاتها وأفعالها وأقوالها وملابسها وكل شئ وبالتالى يسبب لها قلق وتوتر دائمين .. ويمكن أن تتراجع عن اتخاذ قرارات هامة وخطوات كثيرة فى حياتها نتيجة الخوف من أن أحدا يتحدث عليها ويسوء الظن بها
كذلك يمكن أن ينتج عن ذلك الفشل فى الحياة الزوجية والاجتماعية والمهنية والتأخر فى أشياء إيجابية فى حياتك .. فهنا من يتحدث عن الناس لأنه غير متمكن من الوصول لما يصلون إليه "من يسمونهم أعداء النجاح" .. فلا يجد سبيل سوى التحدث عنهم بطريقة سيئة حتى يخفض من مكانتهم امام الناس وبالتالى يخفض من عزيمته لأنه لا يريد أن يراه ناجح وسعيد فى حياته
كلام الناس .. فى الحكايات
فى هذا السياق نذكر قصة جحا ليثبت لإبنه أن كلام الناس غـاية لاتدرك .. مشى جحا وابنه مع حمارهما فإنتقدهم الناس لإنهم لم يستغلوا وسيله النقل الحمار .. فركب جحا وابنه على الحمار فإنتقدهم الناس بعديمي الرحمه كيف يركب اثنان على حمـار .. فنزل جحا وترك ولده فإنتقد الناس الابن .. وقـالوا إنه ولد عـاق وكيف يترك ابيه يسير على قدميه ويركب هو .. فنزل الابن وركب جحا فقـالوا عن جحــا انه لايرحم وأنه قـاسي على ابنه .. قـام جحـا وابنه وحملـوا الحمـار وهم يمشون .. فضحك الناس عليهم لبلاهتهــم .. وكانت العبرة من هذه القصة أن رضـا النـاس .. غاية لاتدرك أيضا قصة الضفدع التي تحكى لنا منذ الصغر .. فكانت هناك مجموعة من الضفادع الصغيرة تشارك في مسابقة كان الهدف منها الوصول الى قمة أحد أبراج الغابة .. وقد حضر المسابقة حشد من جمهور الضفادع لمشاهدة السباق وتشجيع المتسابقين ورفع معنوياتهم، وبدأ السباق ، وقد بدا على الحضور قناعة أن لا أحد من المتسابقين سيحقق المهمة ، ويصل للقمة ويفوز، وبدأت تعليقات الجمهور بالوصول الى مسامع الضفادع المشتركة في المسابقة، ومن هذه التعليقات أنه يستحيل وصولهم للقمة وأنه لا أمل فى ذلك لأن البرج مرتفع جدا .. وواحداً تلو الآخر ، بدأت الضفادع تسقط باستثناء واحد أخذ يرتفع ويرتفع ولا يستلم حتى تمكن من تحقيق الفوز في المسابقة، ووقتها أراد الحضور والمتسابقون معرفة السبب الذي جعل هذا الضفدع يصمد ويصعد الى النهاية ، فكانت الحقيقة أن الضفدع الفائز كان أصما ولا يسمع .. فهو لم يعرف ما قاله الناس ولذلك لم يتوقف عن اكمال السباق
هل نستمع لكلام الناس
إستمعى لكلام الناس الإيجابى واتركى الكلام السلبى جانبا .. فليس كل الكلام سئ وهناك من يقول كلام جيد فى حقك ولكن ما نتحدث عنه هنا هو فى حالة الاستماع لكلام سئ .. وإذا سمعتى شئ لا يعجبك فلا تعطيه اى اهتمام بل واصلى طريقك الذى تقتنعى به .. أما إذا كان بالفعل ما يقال عنك حقيقة فهذا مؤشر وناقوس إنذار لكِ لتغيرى من سلوكك وتبدئى من جديد
نصيحة
لماذا تعيشين لرضاء الناس طالما أنتِ واثقة من نفسك .. فهل لديك ما تخافين منه يجعلك تهتمين بحديثهم؟ .. إذن من الآن لا تضعى فى إعتبارك أى كلام يقال .. ففى كل الأحوال سيتحدث الناس .. مهما كانت درجة حرصك فى تصرفاتك فسيأتى اليوم الذى تعلمين فيه أن هناك أقاويل تم تداولها حولك .. لا يشترك أن تكون سيئة للغاية ولكن على الاقل لن تسلمى من بعد الثرثرات البسيطة