خلال
الأيام الأخيرة التي شهدت أحداثا رياضية متلاحقة، توازيا مع الأحداث
السياسية التي تشهدها مصر، اثنان رفعا شعار "من النهاردة مفيش أهلي"، هما
البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للفريق.. والعبد لله!
وقبل
شهور كان جوزيه يواجه خطر البطالة بعد رحيله عن اتحاد جدة في تجربة كانت
كارثية على الفريق السعودي، الذي عرف طعم التألق مع مدرب سابق للأهلي أيضا
هو البرتغالي أنطونيو أوليفييرا، والذي - لسخرية القدر - كان السبب وراء
عودة جوزيه للأهلي في 2004.
جاء جوزيه إلى الأهلي براتب
ضخم وأعباء مالية على النادي القاهري في وقت فقد فيه معظم مموليه إما
للوفاة أو السجن، ومع ذلك فإنه بمجرد أن فاز بلقب الدوري الذي خسره له
الزمالك عن طيب خاطر، خرج في تصريحاته يقول "من النهاردة مفيش أهلي.. أنا
الأهلي"!
هذا الدرع، الذي أهدر الزمالك في دوره الثاني 21
نقطة كانت كفيلة في إدخاله دوامة الهبوط لو كان أهدر مثلهم في الدور
الأول، "فرعن" مدرب الأهلي حتى أنه دخل في مشادتين مع جمهور فريقه في آخر
ثلاث مباريات.. كان ذلك خلال مباراتي سموحة التي تعد أسوأ مباراة لعبها
الأهلي هذا الموسم، حتى في أيام البدري، ومباراة المقاصة التي أنقذ فيها
أحمد حسن احتفالات ناديه السابق بمساعدة من الحكم شريف رشوان.
وفي
المرتين سخر جوزيه من جمهور الأهلي قائلا لهم "ما تيجوا تدربوا انتو"،
علما بأن هذا الجمهور هو الذي أتى به في مكانه، ولولا ثورته على البدري
عقب مباراة الإسماعيلي، لما رضخ مجلس الإدارة لثورة جماهيره ووافق على
استقالة البدري وبحث عن مدرب لينقذ الفريق، لكن يبدو أن جوزيه لديه أصول
"مجلسية عسكرية"!
خرج جوزيه عقب مباراة المقاصة في تصريحين
متناقضين يثبتان سيطرته الكاملة على مجريات الأمور في النادي، فعقب
المباراة مباشرة "عمل فيها مقموص" من هتافات جماهير الأهلي - أكرر التي
أتت به - لأحمد حسن ومطالبتها ببقائه، فكان رد جوزيه أنه ليس من حق
الجماهير أن تفرض رأيها عليه وأنها إذا كانت نسيت فهو الذي أحضر للأهلي 20
بطولة، علما بأن رصيد الأهلي من البطولات في تاريخه تخطى حاجز المائة منذ
زمن!
أضاف جوزيه أيضا أنه لم يسئ للصقر وإنما الأخير هو
الذي أساء إليه بتفاوضه مع الزمالك في منتصف الموسم.. ولا أدري كيف يخرج
مثل هذا التصريح من مدرب أوروبي محترف يعلم أن اللاعب في فترة المفاوضات
القانونية، ولو كان يريد الأهلي أن يقطع دابر مفاوضات لاعبه مع أي ناد
لكان فاوضه منذ البداية.. ولا إيه؟؟
ثم إذا تغاضينا عن
احترافية جوزيه واعتبرناه ذا مرجعية "مصرية مجلسية عسكرية"، فلماذا نسي
أنه أنهى تعاقده مع أنجولا قبل أن يخطر الأهلي برحيله، بل وسافر بالفريق
إلى أنجولا لمواجهة سانتوس، ومرمطه بخسارة بثلاثية نظيفة؟! ولماذا لم يقل
نفس الشيء على أسامة حسني الذي أنهى اتفاقه مع المقاصة قبل شهر على الأقل،
أم لأن الأخير له "قرايب مهميـن"؟!
لكن التصريح الثاني
لجوزيه كشف كل شيء، فالمدرب البرتغالي اعترف انه اتخذ قراره برحيل الصقر
قبل شهر على الأقل، لكنه فقط لم يعلنه حتى يحافظ على الفريق والصقر إيد
واحدة، أي أن موضوع مفاوضات الزمالك كان مجرد "تلكيكة" ليس أكثر، من أجل
تلبيس الجمهور العمة.
وللأسف انجرف مجلس إدارة الأهلي وراء
مدربه، ربما لأنه فعليا أصبح هو الأهلي، فخرج عدلي القيعي قبل شهر ليؤكد
أن أحمد حسن قيمة كبيرة لا غنى عنها، وبعده بأيام خرج سيد عبد الحفيظ
ليؤكد أن التجديد للصقر سينتهي خلال أيام، لكننا في النهاية لم نر قيمة
ولا تجديد ولا يحزنون!
ولعشاق المبادئ أسألهم، هل من
المبادئ أن يخرج مدير الكرة ليؤكد في تصريحات تناقلتها كل وسائل الإعلام
أن التجديد خلال أيام، ثم يتم تأجيل اجتماع اللاعب المحدد من قبل لجنة
الكرة لما بعد مباراة الزمالك، ثم لما بعد مباراة المقاولون، ثم لما بعد
مباراة المقاصة، ثم يتم إلغاءه لأن رئيس النادي سافر للمصيف في الساحل
الشمالي؟!!!
لقد سار مجلس إدارة جوزيه - الأهلي سابقا -
خلف مدرب الفريق، فسقط في واحدة من أسوأ سقطاته الإدارية، ليس لأنه استغنى
عن أحمد حسن.. فطبيعي أن اللاعب يرحل إذا لم يكن يرغب فيه مدربه حتى لو
على عكس الإدارة والجماهير، لكن بسبب الطريقة التي رحل بها والتي تم
تعليقه بالنادي لمدة شهور، رغم أن القرار متخذ منذ إعلان القائمة
الأفريقية.
لقد فعلها الأهلي من قبل مرات ومرات، ولا تنسوا
جمال عبد الحميد وطاهر أبوزيد وربيع ياسين وعلاء ميهوب ومحمود صالح وحسام
وإبراهيم حسن وحسين ياسر، وتذكروا سيد معوض عقب انتهاء دوري أبطال
أفريقيا، الذي أبقاه لأقرب فترة انتقالات مقبلة.
أما العبد
لله، فلأول وآخر مرة في تاريخي المهني أعترف بانتمائي الذي أحمد الله
وأشهده على أنني لم أكن منحازا إليه يوما في مقال أو خبر.
وأحمد الله لأنه ألهمني أن أتخلص منه تماما ونهائيا بعد أن اكتشفت أنه كان "خدعة القرن".. ومن النهاردة مفيش أهلي!
*
دخلت في نقاش طويل مع الزميل أحمد سعيد عبر فيسبوك، تحدثنا فيه عن تطهير
الإعلام، فقلت له إن الإعلام لا يحتاج إلى تطهير بل "مطاهرة"!.. أبرز دليل
على ذلك أحد المقالات "التقطيعية" في إحدى الصحف الجديدة، التحرير بدون
ذكر أسماء، حيث جاء من بين تقطيع الكاتب أن أحمد حسن ضحك على الأهلي عام
كامل قضاه في المستشفى وفي سريره بعد إصابته بالرباط الصليبي..
فضلا
عن أنه غاب عن الملاعب 4 شهور فقط كانت الكرة متوقفة تقريبا، فإن حسن تعرض
لتلك الإصابة خلال مباراة المنتخب المصري أمام سييراليون في تصفيات كأس
الأمم الأفريقية، أي أنها كان يؤدي واجبه الوطني، ولم يصب بها خلال
"تزويغة" في مارينا أو ما شابه.. لكن إذا عرف السبب بطل العجب، فالمقطعاتي
أخيرا جاءته الفرصة للثأر من الرجل الذي قاضى البرنامج الذي يرأس تحريره
بسبب خبر مفبرك كان هو مصدره، قبل أن يتم الصلح بين الصقر والغندور.
منقوووووووووووووووووووووول