عصام الحضري.. و"شاهد ما شفش حاجة"!
============================
الهارب يخسر شيئا فشيئا رصيده الجماهيري بعدما تسبب في الكثير من الأزمات من خلال هروبه، على غرار مقولة "متعودا دايماً".
...
يملك
عصام الحضري الحارس الملقب بالسد العالي رصيدا كبيرا لدى المشجعين
المصريين والعرب، لدوره الكبير في انجاز المنتخب المصري الأول لكرة القدم
التاريخي والمتوج بـ3 ألقاب متتالية لبطولة الأمم الأفريقية، بيد ان هذا
الرصيد آخذ في التآكل يوما بعد يوم، ومصيبة بعد مصيبة.
وكان شعار
"أرقص يا حضري" طاغيا في فترة إزدهرت فيها إنجازات النادي الأهلي بطل
الدوري والكأس وزعيم أفريقيا وثالث العالم، وتلاشى هذا الشعار عندما قرر
الحارس كبير السن (36 عام) في ليلة ظلماء الهروب إلى سويسرا، وخاض معركة
قانونية مع الأهلي خسرها تاليا، قبل أن يقضي أشهرا من الاضطراب خارج بلاده
ويعود مكسور الجناح إلى الإسماعيلي الذي لم ينجح في كسب ود جماهيره
وإدارته.
واستقر "ابن بطوطة" في الزمالك، غير أنه لم يطق التوأم من
جهة.. و"التوأم" عجز عن إصلاحه من جهة- ولكل رأيه- ليشد الرحال خلف مدربه
القديم الخارج من الباب الخلفي للأهلي حسام البدري إلى المريخ السوداني،
وها هو يثير زوبعة جديدة من خلفه هاربا إلى الوطن هذه المرة، حيث تتحدث
الأنباء عن توقيعه للمقاصة، وأخرى عن رغبته بالانطواء تحت جناح معلمه حسن
شحاتة الوجه الجديد لأحلام وطموحات جماهير الزمالك.
وأتذكر الفنان
الملقب بالزعيم عادل إمام وهو يقف أمام القاضي في مسرحية شاهد ما شفش
حاجة، وهو يكرر عبارة "متعوداااااااا دايما" ليصف بشكل أو بآخر حالة خاصة،
ولكنها في ذات الوقت تنطبق على حالات أخرى منها "نزوات" حارس مصر الأول،
إن صح التعبير.
وتعود السد العالي على ما يبدو على مطاردة نزواته
كلما حدث نفيه بغض النظر عن العقود التي يبرمها أو الوعود التي يقطعها على
نفسه، وقبل أيام خرج علينا الحضري بتصريح يقول من خلاله أن لم يقل يوما
"لا للمريخ بعد اليوم" وذلك مباشرة بعد تألقه في مباراة خارجية لفريقه
السوداني ضمن بطولة هامشية فتصدى لركلات ترجيح بالجملة وسجل أيضا من نقطة
الجزاء ليصبح البطل الأوحد.
ولكن من الذي تغير بين الأمس واليوم،
لماذا ناصب المريخ العداء لبطله الأوحد، ولم يرضى بالانفصال الودي بين
الطرفين، ولا شك أن طريقة الحضري في معالجة المسائل العالقة لم تتحسن منذ
مشهد مغادرة الأهلي إلى أوروبا، ومغادرة المريخ على طول خط النيل.. وعلى
أمل حل قريب لهذه الأزمة المتكررة على ما يبدو مع بعض اللاعبين العرب.