يقول ابن حزم الاندلسى فى كتاب له يسمى ب<طوق الحمامة>
"ان الهموم اذا ترادفت فى القلب ضاق بها ؛فان لم يفشى منها بشى باللسان ولم يسترح الى الشكوى لم يلبث ان يهلك غما ويموت اسفا".
وهذه المقولة تؤكد قولنا ان الانسان بحاجة الى لحظات يبوح فيها بمكنون نفسه واحساسيه وما يعانيه من هموم؛ وما يضايقه من احباطات واخفاقات فى حياته وصراعه من اجل البقاء، فاللحظات الانكسار كثيرة فى حياتنا بينما لحظات النجاح قليلة.
عندما يبلغ هذا الشعور قمته لدينا وتكون لدينا حاجة ملحة فى التحدث الى شخص ما ، يكون هذا الشعور مرتبط بسؤال هام وهو
.............من هو الشخص الذى نرغب فى التحدث اليه؟.........................
فى اللحظات السعيدة التى تمر بنا لا تظهر لدينا مثل هذه الحاجة فى التحدث مع احد ، لا ادرى ان كانت هذه انانية منا الا نجعل الاخرين يشاركوننا فرحتنا؟ وهل هذا يرجع الى السعادة التى بلغت قمتها حتى انها انستنا من حولنا؟ ام اننا نخاف ان يسترق منا احد هذه اللحظات . ويبقى السؤال هنا لماذا نحتاج الى التحدث مع شخص اخر عندما ينتابنا احساس بالحزن او الهم بينما لا نحتاج الى التحدث مع احد فى اوقات سعادتنا؟ هل هذا لاننا لا نستطيع ان نحمل بمفردنا عبء هذه الهموم الثقيلة على كاهلنا ، فنبحث عن شخص يشاركنا هذه الهموم.
ولكن من هو هذا الشخص الذى نتحدث اليه عندما ينتابنا ذلك الشعور؟ وهل يفترض فيه ان يكون قريبا منا قرب علاقة او قرب مشاعر واحاسيس، اى يكون ابا واما او زوجة او حبيبة او صديق؟
بالطبع من الافضل ان يكون الاختيار ان يكون هذا الشخص قريب منى قرب مشاعر واحاسيس ، قد تتوفر هذه الصفة فى الزوجة او الحبيبة او الصديق وقد لاتتوفر ، ولكن شرط هذا فى كل الاحوالان يكون السمع والحديث سمع قلب وحديث قلب وليس حديث عقل
فد يمضى العمر والاجل ولا نجد هذا الشخص والشعور بالحاجة الى الكلام يتزايد لدينا وحينها لن نجد خير من الورقة والقلم
فالورقة والقلم هما الوحيدان اللذان لا يطالبانك بالكف عن الكلام ويحفظان كل اسرارك ولا يبوحان بها الا برغبتك
وعلى هذا المنوال تستمر فى البوح بالورقة والقلم حتى تشعر بنوع من الراحة بعد ان ازلت عن كاهلك هذه الهموم نتيجة البوح بها،قد لايكون فى هذا البوح حل ناجح ولكن الاكيد انها طريقة ناجحة للتنفيس عما بداخلك.