[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] *منفذ هجوم 1990 يروى للمرة الأولى أسرار عمليته الفدائية في النقب *يقول انه انتقم لسليمان خاطر وللعالم المصرى سعيد بدير الذى اغتاله الموساد *قتل جنرال فى الموساد وكان من كبار العاملين بمفاعل ديمونه *افرغ 646 طلقه فى صدور الاسرائيلين *حكم عليه ب12 عام فى السجن ..خرج سنه 2000 ويعمل الان سباك --------------------------الحوار كامل الذى اجرته معه جريده النهار : كشف
الجندي المصري السابق أيمن محمد حسن محمد الذي قتل 21 ضابطاً وجنديا
اسرائيليا وجرح 20 اخرين لـ«النهار» تفاصيل لم تنشر من قبل عن عمليته
الفدائية داخل الدولة العبرية وما بعدها من محاكمته وسجنه في مصر. وقال
ايمن حسن الذي يلقب بـ«بطل سيناء» ان الدافع الرئيس لعميلته كانت مذبحة
ارتكبها الاسرائيليون في المسجد الاقصى وقيام جندي اسرائيلي بإهانة العلم
المصري على الحدود بين مصر واسرائيل حيث كان يقضي خدمته العسكرية.ويكرر
الجندي المصري الذي يعمل حاليا «سباكاً صحياً» بعد ان رفض وظيفة عامل
قمامة عرضت عليه بعد خروجه من السجن في اللقاء اكثر من مرة انه سعيد لان
القدر ساق امامه ضباطا كبارا احدهم قائد رفيع المستوى في جهاز الاستخبارات
الاسرائيلي «الموساد» عرف فيما بعد بانه متورط في عمليات اغتيال في عواصم
عربية عدة .واكد حسن انه ليس عضوا في تنظيم ديني جهادي او حزبي من اي جهة
مشددا على انه لم ينسق هجومه مع اي جهة امنية او عسكرية مصرية رسمية
مكتفيا بالقول انه «مواطن مصري معاد لاسرائيل».وانه تأثر بزميله الجندي
سليمان خاطر الذي قتل عددا من الجنود الاسرائيليين ومن قبله الزعيم
التاريخي المصري احمد عرابي وفي ما يلي نص الحوار: مَنْ هو أيمن حسن؟
أنا المواطن المصري والعربي المسلم أيمن حسن ولدت في 18 نوفمبر1967 عام
النكسة وعقب حدوثها في 5 يونيو من العام ذاته وبالتحديد بعد مضي خمسة شهور
ونصف تقريبا، وأنا شرقاوي وولدت ونشأت في مدينة الزقازيق عاصمة محافظة
الشرقية التي ولد فيها أيضا الزعيم التاريخي أحمد عرابي المقاوم للاحتلال
الإنكليزي في مصر ونفي بالخارج ولقد استلهمت من سيرته روح المقاومة الشعبية
ضد الأعداء والاحتلال، وكان رجلا عسكريا وضابطا كبيرا بالجيش المصري الذي
كنت انتمي إليه أثناء حادثتي ولقد استلهمت من سيرته ونضاله وزيارتي
لمتحفه بقريته هرية رزنة التابعة لمدينتي الزقازيق روح الكفاح والمقاومة
والعزة والكبرياء وكذلك من صور الأطفال بمدرسة بحر البقر في محافظتي
الشرقية من جراء مذبحة الإسرائيليين في 18 أبريل 1968 أثناء حرب الاستنزاف
مع مصر وقبل حرب أكتوبر 1973. حالتك الاجتماعية؟
تزوجت عقب انتهاء فترة سجني عشر سنوات بتهمة قتل الإسرائيليين عمدا ولقد
قضي علي بالسجن لمدة 12 عاما أشغالاً شاقة وأفرج عني لحسن السير والسلوك
بالإفراج الشرطي بقضاء ثلاثة أرباع المدة ولقد تزوجت من ابنة خالي وأنجبت
محمداً (6 سنوات) وندا (5 سنوات) وأعمل سباكاً صحياً ولم أستطع الحصول على
وظيفة حكومية لأتعيش منها أنا وأسرتي لوفاة والدي ولذلك أشقائي ووالدتي
وهم أسرة كبيرة ولم تساندني الدولة أو رجال الأعمال بتوفير وظيفة دائمة
بدخل ثابت، ورفضت وظيفة زبَّال بالصرف الصحي بمجلس مدينة الزقازيق وأبحث
الآن عن عمل ثابت ولقد نشأت في أسرة متوسطة الحال حيث كان والدي -رحمه
الله- موظفا بسيطا بشركة أتوبيس شرق الدلتا. وماذا عن التحاقك بالجيش ؟
جندت بالقوات المسلحة المصرية في 14 يونيو 1988 لمدة ثلاث سنوات لعدم
حصولي على مؤهل تعليمي آنذاك ولقد حصلت على شهادة الثانوية الأزهرية عام
1990 أثناء قضاء الحكم بسجني وإدانتي بقتل الإسرائيليين في سيناء.وفور
تجنيدي تم ترحيلي وإلحاقي برئاسة قوات الأمن المركزي التابعة لوزارة
الداخلية بقطاع أمن وسط سيناء وذلك وفقا للترتيبات الأمنية لمعاهدة كامب
ديفيد للسلام الموقعة بين مصر وإسرائيل وكان من المقرر أن تنتهي خدمتي
العسكرية بعد أربعة شهور من قتلي الإسرائيليين في 26 نوفمبر1990، وقضيت
فترة تجنيدي كاملة في سيناء لحراسة وحماية ومراقبة الحدود المصرية مع
العدو الإسرائيلي، في منطقة رأس النقب. العلم متى قمت بعمليتك ..ولماذا؟
قمت بعمليتي الفدائية فجر يوم 26 نوفمبر 1990 وانطلقت داخل حدود العدو
الإسرائيلي من موقعي العسكري على التبة الصفراء بمنطقة رأس النقب في جنوب
سيناء ولقد فكرت وخططت للهجوم العسكري بالأسلحة والذخيرة لقتل أكبر عدد من
الضباط والجنود وعلماء مفاعل ديمونة النووي من العسكريين وجيش الدفاع
الإسرائيلي وذلك قبل يوم التنفيذ الفعلي وساعة الصفر في السادسة صباح ذات
اليوم، بحوالي 45 يوما.وعندما شاهدت من موقعي العسكري على الحدود أثناء
نوبة خدمتي جنديا إسرائيليا يقوم بمسح حذائه بالعلم المصري الذي طار من فوق
سارية على النقطة 80 الحدودية المجاورة لموقعي وأبلغت قائدي الضابط
المصري بذلك، وعندما شاهدني الجندي الإسرائيلي أشكو لقائدي وأتألم لما
يحدث، وبدلا من اعتذاره فوجئت به يطرح زميلته المجندة الإسرائيلية
المناوبة معه في خدمته بجيش الدفاع على العلم المصري ويمارسان الجنس معا
عليه علانية. ولقد بدأ الغليان يدب في عروقي المنتفضة آنذاك وقلت نفسي
طلبت موتك يا عجل، وقررت فورا أن أطلق عليه الرصاص وقتلهما معا وخاصة أنني
في وضع استراتيجي جيد وأتمكن منهما تماما لارتفاع التبة التي عليها موقعي
حوالي 1600 متر ولكنني تراجعت لإعادة التخطيط لتنفيذ عملية عسكرية
استشهادية كبرى وتوسيعها لتشمل بعض كبار القادة العسكريين الإسرائيليين
والعاملين في مفاعل ديمونة النووي الذين يمرون يوميا أمامي في توقيت دائم
في السادسة صباحا، وتأجلت عملية التنفيذ حوالي شهر ونصف الشهر حتى تمت. وماكانت دوافعك لقتل الإسرائيليين؟
قبل التنفيذ بحوالي عشرة أيام ارتكبت إسرائيل مذبحة داخل المسجد الأقصى
بقتل عدد من المصلين أثناء سجودهم في صلاة العصر على أيدي دورية عسكرية
إسرائيلية، ما جدد رغبتي في الثأر دفاعا عن شرفي العسكري والوطني وغيرتي
على ديني كمسلم وعربي وانتظرت على نار ولهب عشرة أيام أي رد فعلي إيجابي من
العالم أو من الحكام العرب والمسلمين دون جدوى أو أمل حقيقي وقررت فورا
الانتقام والثأر دفاعا عن ديني ووطني حتى لو كان الثمن شهادتي في سبيل الله
ونزعت فتيل الخوف ودفعت صمام الأمان بداخلي وبدأت أجهز سلاحي وذخيرتي
لتنفيذ العملية العسكرية الشاملة بمفردي.وأدخلت تعديلاً في خطتي الهجومية
وهي بدلا من أن أقتل العسكري الإسرائيلي الذي دنس العلم المصري قررت
الانتقام لمذبحة المصلين في المسجد الأقصى ولذلك وقع اختياري على استهداف
الباص العسكري الذي يحمل كل ستة أيام الضباط العاملين في مطار رأس النقب
الإسرائيلي وكان يتبعه باص آخر يحمل الفنيين والجنود العاملين بالمطار
العسكري أيضا.ووضعت الخطة الهجومية لاصطياد أكبر عدد من هؤلاء أثناء مرورهم
أمام موقعي العسكري في تمام الساعة السادسة وثلاث دقائق صباح يوم 26
نوفمبر 1990، لتفادي دوريات تأمينهما من الأمن الإسرائيلي وذلك بعبوري
الحدود المصرية والدخول للحدود الإسرائيلية في وادي صحراء النقب على الجانب
الأيسر لموقعي العسكري بدلا من إطلاق الرصاص من فوق التبة. صلاة استخارة وما تفاصيل ووقائع تنفيذ عمليتك الفدائية؟
أديت صلاة الاستخارة عقب صلاة فجر يوم 26 نوفمبر1990 وسبق أن أعددت نفسي
وسلاحي وذخيرتي وتهيأت معنوياً وأعتمدت على الله واحتسبت نفسي شهيداً في
سبيل الله والوطن دفاعا عن شرفي العسكري ونصرة للمسجد الأقصي بيت الله
المقدس وأولى القبلتين وفي تمام السادسة صباح ذلك اليوم حملت أسلحتي
وذخيرتي وعبرت الحدود من موقعي العسكري بالجانب المصري إلى داخل الحدود
الإسرائيلية في منطقة رأس النقب، وذلك عبر الأسلاك الشائكة على الحدود التي
قمت بقصها.وفور عبوري إلى الجانب الإسرائيلي أعددت كمينا عسكريا للاختفاء
فيه والتمويه على العدو الإسرائيلي وأثناء تلك الفترة من الإعداد
والاستعداد لبدء تنفيذ عمليتي الفدائية والعسكرية ضد الإسرائيليين داخل
أراضيهم، لمحتني سيارة ربع نقل تويوتا تابعة للجيش الإسرائيلي تحمل أغذية
وإمدادات لمطار النقب العسكري لذلك أطلقت رصاصاتي وتعاملت معها كهدف عسكري
عدائي، وقتلت سائقها وانقلبت السيارة في وادي صحراء النقب، ثم فوجئت
بسيارة أخرى تابعة للمخابرات الإسرائيلية في طريقها لمطار النقب وكان
يقودها ضابط كبير برتبة عميد بالمخابرات الإسرائيلية بمفرده وقتلته أيضا،
وعلمت فيما بعد أنه أحد كبار العاملين في مفاعل ديمونة النووي وأنه أيضا
أحد قيادات المخابرات الإسرائيلية «موساد» الذين لطخت أيديهم بدماء العرب
والمسلمين وأحد كبار اللاعبين الأساسيين بالـ«موساد» الذي دبر العديد من
عمليات الاغتيال داخل البلدان العربية وأن موقعه الخطير يتطلب سرية
تحركاته ومراقبته لمفاعل ديمونة على الحدود المصرية وتحديداً في منطقة
النقب والذي لم يسبق لي رصده ولكنها مصادفة أو صيد ثمين وقد يكون ثأرا
لاغتيال الموساد لبلدياتي الشرقاوي العالم الجليل الدكتور سعيد سيد بدير
نجل الفنان الراحل سيد بدير وهو أحد أكبر ثلاثة علماء في علم الميكروويف
والاتصالات بالأقمار الصناعية والتجسس الفضائي، والذي اغتالته الـ«موساد»
في مسكنه في الإسكندرية قبيل حادثي أيضاً بحوالي عامين لرفضه العمل في
وكالة «ناسا» الأميركية لأبحاث الفضاء وتفضيله العمل في جامعة إسلامية
أندونيسية بعدما لم تستثمر مصر جهوده العلمية رغم أنه كان ضابطا بالقوات
المسلحة برتبة عميد وكان أستاذ دكتور مهندس بالكلية الفنية العسكرية وعمل
مستشاراً لرئيس الجمهورية وقد سبق وتعرض لمحاولة اغتيال في ألمانيا وهرب
هو وأسرته إلى مصر، وبالمناسبة زوجته وأطفاله يسكنون معي في ذات الحي
بمدينة الزقازيق لدى جدهم عقب اغتيال والدهم الشهيد أيضا. الرجل الخفي وماذا بعد أن قتلت جنرالا في الـ«موساد» الإسرائيلي ومفاعل ديمونة؟
فوجئت باقتراب باص يحمل أفرادا وجنودا وفنيين عاملين بمطار النقب العسكري
الإسرائيلي يعبر بوابة أمن المطار الخارجية في طريقها إلى، وقد وصلت إلى
مكان كميني الذي اختفيت فيه والذي يقع بين نقطتي العلامتين الحدوديتين '80،
82'،ولقد كان الباص هو هدفي الأول المخطط لعمليتي العسكرية، أما الهدفان
الأول والثاني فهما محض مصادفة ولم اخطط لهما ولكنه نصيبهما وانتقام إلهي.
المهم، عندما اقترب الباص من كميني وموقعي أطلقت رصاصي على سائقه لإيقافه
وافرغت في صدره خزينة سلاح كاملة حتى تأكدت من مقتله تماما وشاهدته يترنح
أمامي، ثم وصل الباص الثاني حاملا ضباط مطار النقب العسكري الإسرائيلي
وأجريت مناورة للتمويه حتى يشاهد الضباط الباص الأول المضروب فيتوقفوا
ليحاولوا إنقاذ ركابه الجرحى وبالفعل توقف الباص فباغتهم بإطلاق نيراني
المفاجئة على مقدمته ولقي سائقه حتفه فورا، ثم واصلت إطلاق الرصاص على
المقعدين الأماميين وقتلت الضباط الأربعة فوراً واختبأ الفرد الذي يجلس
بالمقعد الفردي على الباب الأمامي المجاور للسائق وخفض رأسه واعتقدت وفاته
ولكنه قام بغلق أبواب الباص حتى لا يمكنني من الصعود لحصادهم قتلا، وفوجئت
به يسحب أجزاء سلاحه استعدادا لضربي ولكنني تحركت بسرعة إلى خلف الباص
فورا للاختباء، وقمت بإطلاق الرصاص على أجناب الباص لإسقاط أكبر قدر من
القتلى وفوجئت بفرد التأمين (الحارس) يطلق الرصاص نحوى بعدما اعتقدت قتله،
ولقد أصابني بطلقة سطحية بفروة رأسي وقفزت بسرعة لتفادي وابل نيرانه ثم
عدت إليه مرة أخرى وأفرغت رصاصاتي فيه حتى قتلته، وفوجئت بستة ضباط
إسرائيليين يصوبون مسدساتهم لمبادلتي إطلاق النيران فاختبأت خلف التبة
القريبة من موقع الحادث واتخذت موقعا للمواجهة والتصدي لهم، وتبادلت إطلاق
النيران مع الضباط الستة حتى قتلتهم جميعا دفعة واحدة وأفرغت فيهم ستة
خزنات أسلحة كل منها تحوي 30 طلقة، كما أفرغت خزنة أخرى في ضابط إسرائيلي
حاول فتح الباب الخلفي للباص. مصدر الذخيرة ما كمية الأسلحة والذخيرة التي كنت تحملها أثناء تنفيذك العملية العسكرية ضد الإسرائيليين؟
كنت أحمل بندقيتي الآلية الرسمية عهدتي وبها خزنتها بذخيرتها كاملة و421
طلقة وعلبة ونصف علبة ذخيرة بهما75 طلقة أخرى بالإضافة إلى أربعة خزانات
مملوءة بالذخيرة الاحتياطية تحوي 120 طلقة أخرى أي أن إجمالي ما كنت أحمله
646 طلقة وحصلت عليها من موقعي العسكري وليست جميعها عهدتي الشخصية، ولكن
تخص أفراد الموقع وجمعتها لمواجهة أي طارئ أثناء تنفيذ العملية العسكرية
كاملة. نعود لتفاصيل عمليتك العسكرية ضد الإسرائيليين في النقب؟
أثناء تغييري خزنة سلاحي وتعبئتها بالرصاص الاحتياطي سمعت صرخة عقب وصول
سيارة الدورية العسكرية العادية لتأمين باص ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي
وذلك بعد مرور أربعة دقائق من انتهاء عمليتي الفدائية وقتلي وإصابتي
للإسرائيليين وانسحابي عائدا إلى داخل الحدود المصرية، عقب إصابتي برصاص
العدو في فروة رأسي ولم يكن الجرح غائرا ولكنه كان ينزف، وكانت المفاجأة أن
سيارة التأمين وهي نصف نقل تحمل مدفع فكرز ويقف عليه نفس الجندي
الإسرائيلي الذي مسح حذاءه بالعلم المصري ومارس عليه الجنس مع زميلته
المجندة الإسرائيلية واستفزني وكان دافعاً للتخطيط لعمليتي العسكري
واستهدفت قتله هو ثأرا من فعلته. ماذا دار في خلدك لحظة مواجهتك لعدوك الإسرائيلي على أرض المعركة؟ نسيت
آلامي وكل شيء واستنهضت جميع قواي للثأر منه والقضاء عليه، ولو دفعت عمري
ثمنه ولقيت الشهادة في سبيل ذلك وعلى الفور تحركت بسرعة استعدادا
للاشتباك معه بالذخيرة الحية وقتله ومن معه بالسيارة، والحمد لله فلقد حققت
أمنيتي وأفرغت في قلبه 16 رصاصة وفقا لما جاء في تقرير الصفة التشريحية
له الذي تضمنته أوراق القضية أثناء محاكمتي أمام المحكمة العسكرية العليا،
كما نجحت في منعه من استخدام مدفعه «الفكرز» ببندقيتي الآلية. وما هي تفاصيل المواجهة بينكما وجهاً لوجه؟عندما
شاهدني حاملا بندقيتي في مواجهته ورأى القتلى العسكريين على الأرض صرخ
فزعا وأشار إلي بأصابعه «مخابل» أي مجنون وقبل أن يحرك مدفعه تجاهي عاجلته
بدفعة نار بلغت 16 طلقة كما ثبت بتشريح جثته ثم قتلت قائد الدورية بينما
هرب سائق السيارة ومجند آخر من الفزع في الصحراء تجاه مطار النقب. وماذا حدث فيما بعد؟
فوجئت بالسيارة الثانية التي تحمل دورية عسكرية للتأمين وقفت على بعد
حوالي 500 متر من موقع الحادث لمراقبته في منطقة مجرى السيل وكانت تحمل
مدفع 'فكرز' أيضا وتسليحا متطوراً، واختبأت للمناورة والاستعداد خلف تبة
سهل القمر في الجانب الإسرائيلي واتخذت منها ساتراً لإخفاء سلاحي وأنا في
وضع الاستعداد بسلاحي للتصدي وهو أصعب وضع للرماية وحينئذ شعرت بحركة غير
طبيعية خلف المخبأ وشهدت الضابط الإسرائيلي من بين ركاب الباص الثاني الذي
فر منه لمطاردتي ومحاولة قتلي وسبق أن اطلق علي الرصاص من مسدسه من داخل
الأتوبيس وساعدني الله في قتله رميا بالرصاص أثناء مطاردته لي في مجري سهل
القمر المتداخل بين الحدود المصرية والإسرائيلية وكان آخر قتيل أطلقت
رصاصاتي عليه قبيل عودتي لأرض وطني مصر مرة أخرى سالماً. كيف تمكنت من العودة سالماً لسيناء وأنت جريح؟الطبيعة
في منطقة صحراء النقب الحدودية بين مصر وإسرائيل سهلت لي العودة وسلكت
طريقا به ساتر حجب رؤيتي ومتابعتي وهو مجري السيل بسهل القمر، وعندما عبرت
داخل الأراضي المصرية رقدت للاستراحة تحت شجرة ولتضميد الجرح الذي في
رأسي والبحث عن أي وسيلة لنقلي بعيدا عن موقعي العسكري حتى لا أتسبب في
عملية انتقامية من الجنود أو قادتي من الضباط وحتى أتحمل شخصيا مسؤولية
وشرف ما فعلته، ولقد جازفت وعدوت حوالي 400 متر في الطريق الأصعب والمكشوف
ولا يشك الإسرائيليون في أن أسلكه وأثناء استراحتي تحت الشجرة المصرية لم
أغفل أو تغفو عيني عن متابعة أعدائي خشية تتبعي للانتقام مني وبالفعل
فوجئت بطلقة رصاص في اتجاهي ولكنني استطعت بحمد الله تفاديها ولم أصب
منها، وعندما رصدت مصدرها وجدت الجنديين الإسرائيليين الهاربين من سيارة
التأمين الأولى فوق تبة إسرائيلية ثم عبرا الحدود المصرية بحوالي عشرين
متراً وتبادلت إطلاق الرصاص معهما وفرا هاربين مذعورين عائدين لإسرائيل. نجدتك يارب وكيف تمكنت من الإفلات من ملاحقة الإسرائيليين؟
لقد رفعت يدي للسماء طالباً النجدة من الله بعدما وفقني في أداء مهمتي
المقدسة بقتل هؤلاء الأعداء. ولقد التفت في اتجاه موقعي العسكري لإلقاء
نظرة الوداع عليه، لأنني أعلم بعدم عودتي إليه ومحاكمتي عسكريا وانتظرت
الحكم بإعدامي أو الشهادة كما حدث مع بلدياتي الشرقاوي بطل سيناء الأول
وقاتل الإسرائيليين زميلي بالسلاح سليمان خاطر، الذي قتل أكثر من 11
إسرائيلياً وأصاب العشرات من عناصر الـ «موساد» الإسرائيلي أثناء محاولتهم
اختراق موقعه العسكري في رأس برقة القريب من موقعي العسكري بعدة
كيلومترات، والذي يقع على طريق طابا نوبيع مساء الخامس من أكتوبر 1985
وقبيل انتهاء خدمته العسكرية بأيام مثلي تماما. ولقد كان الشهيد سليمان
خاطر أستاذي ومعلمي في الوطنية. كانت مشيئة الله في تأميني والانتقام
الإلهي من العدو الإسرائيلي حيث تبادل جنوده وضباطه الرصاص معي وقتل
الجنديان اللذان أطلقا علي رصاصهما غدرا أثناء استراحتي. ولقد علمت أثناء
محاكمتي ومن أوراق القضية أن بعض الشهود الإسرائيليين من المصابين الذين
نقلوا لمستشفى إيلات الإسرائيلي ذكروا أن ضباط الباص العسكري أطلقوا
نيرانهم على الجنديين الإسرائيليين معتقدين أنهما المنفذان للعملية
العسكرية أومن بقية المجموعة الإرهابية المنفذة وخاصة أنهما كانا مسلحين
رغم ارتدائهما الزي العسكري الإسرائيلي وظنوا ذلك للتمويه. وفجأة استجاب
الله لدعائي ونصرني وهزم أعدائي ولم يمكنهم مني وانشقت الصحراء الجرداء عن
سيارة نصف نقل تابعة لشركة عثمان أحمد عثمان «المقاولون العرب» لم
أشاهدها من قبل طوال خدمتي العسكرية خلال ثلاث سنوات في منطقة النقب بهذا
المكان المهجور، وقد جاءت لتعبئة ديزل من مستودع احتياطي للشركة يستخدم في
الطوارئ نظرا لقيام شركة «المقاولون العرب» بعمليات إنشائية ورصف في جنوب
سيناء وطريق النقب الكونتلا. وكانت المفاجأة الأخيرة التي شاهدتها قبيل
ركوبي السيارة متوجهاً لموقع الشركة بالنقب ومغادرتي مكان الحادثة، هي
وصول عربة تويوتا تحمل ضباطا من الجيش الإسرائيلي خلف باص الضباط المضروب
برصاصاتي، وفوجئت بإطلاقهم الرصاص على الجنديين الإسرائيليين اللذين
طارداني داخل الحدود المصرية وأثناء عودتهما منها وقتلهما اعتقادا بأنهما
مرتكبا الحادث الإرهابي رغم ارتدائهما الزي العسكري الإسرائيلي. ما هي معلوماتك عن مفاعل ديمونة القريب لموقعك العسكري بصحراء النقب من خلال رصدك اليومي له أثناء خدمتك؟
مفاعل ديمونة النووي يبعد عن موقعي ومكان معركتي مع الإسرائيليين حوالي
كيلومترين والطريق المؤدي إليه يربطه بمطار النقب الإسرائيلي العسكري
ومدينة إيلات البحرية المطلة على خليج العقبة ويبعد المفاعل عن النقطة
الحدودية 91 في طابا بحوالي 35 كيلومترا وجميع الطرق المؤدية إليه عسكرية
وتحت التأمين المشدد وتتم حراستها بعناصر من الـ «موساد» واستخبارات جيش
الدفاع الإسرائيلي ومن بينهم العميد الذي قتلته وكان يقود بمفرده سيارة جيب
8 سلندر وهو ضمن خمسة من كبار رجال المخابرات الإسرائيلية المسؤولين عن
تأمين المفاعل النووي وسيارته تابعة للجيش للتمويه. عشر دقائق كم استغرقت عمليتك العسكرية؟ حوالي عشر دقائق على الأكثر ولقد بدأت في السادسة صباحاً. ومتى وكيف وصلت إلى موقع شركة عثمان أحمد عثمان بسيارتها؟ وماذا حدث؟
وصلت في الساعة السادسة والثلث صباحا أي بعد عشرة دقائق أخرى وجلست مع عم
أحمد خفير الموقع حتى وصول باص الموظفين بالشركة ورويت حكايتي لرئيسهم
المهندس سمير وطلبت منه توصيلي رئاستي العسكرية بالمنطقة المركزية في رأس
النقب وقابلت قائدي الأعلى اللواء عبدالحميد رئيس قطاع الأمن المركزي
بسيناء.الجزء الثانى من الحوار : --------------- كشف
الجندي المصري السابق أيمن محمد حسن محمد الذي قتل 21 ضابطاً وجنديا
اسرائيليا وجرح 20 اخرين لـ«النهار» تفاصيل لم تنشر من قبل عن عمليته
الفدائية داخل الدولة العبرية وما بعدها من محاكمته وسجنه في مصر. وقال
ايمن حسن الذي يلقب بـ «بطل سيناء» ان الدافع الرئيس لعميلته كانت مذبحة
ارتكبها الاسرائيليون في المسجد الاقصى وقيام جندي اسرائيلي بإهانة العلم
المصري على الحدود بين مصر واسرائيل حيث كان يقضي خدمته العسكرية. ويكرر
الجندي المصري الذي يعمل حاليا «سباك صحي» بعد ان رفض وظيفة عامل قمامة
عرضت عليه بعد خروجه من السجن في اللقاء اكثر من مرة انه سعيد لان القدر
ساق امامه ضباطا كبارا احدهم قائد رفيع المستوى في جهاز الاستخبارات
الاسرائيلي «موساد» عرف فيما بعد انه متورط في عمليات اغتيال في عواصم
عربية عدة. واكد حسن انه ليس عضوا في تنظيم ديني جهادي او حزبي من اي جهة
مشددا على انه لم ينسق هجومه مع اي جهة امنية او عسكرية مصرية رسمية
مكتفيا بالقول انه «مواطن مصري معاد لاسرائيل». وانه تأثر بزميله الجندي
سليمان خاطر الذي قتل عددا من الجنود الاسرائيليين ومن قبله الزعيم
التاريخي المصري احمد عرابي وفي ما يلي نص الحوار: ماذا دار خلال لقائك مع قائدك الأعلى؟ أثناء
جلوسي في مكتب قائدي الأعلى اللواء عبدالحميد ودردشته معي الشفوية
وروايتي له والتي لم يسجلها في أوراق أو تحقيقات فوجئنا بدخول قائد القوات
الدولية التابعة للأمم المتحدة في سيناء للفصل بين القوات المصرية
والإسرائيلية عقب اتفاقية السلام «كامب ديفيد» ويطلب من القائد المصري
القبض الفوري على منفذ العملية العسكرية وقتل الإسرائيليين وإصابته البعض
الآخر في النقب، ولم يكن يعلم أنني قاتل الإسرائيليين المطلوب، وفوجئت
بالجنرال الأميركي وهو برتبة عميد طيار يتحدث اللغة العامية المصرية
بطلاقة وبلغة «بولاقية» نسبة لأهالي حي بولاق الشعبي بالقاهرة وبطريقة
استفزازية وهو شايط لقتل الإسرائيليين، وذلك عقب الحادث بأقل من ساعة ونصف
الساعة وبالتحديد في السابعة والنصف من صباح ذات اليوم. وكانت المفاجأة
التي فجرها اللواء عبدالحميد في وجه الجنرال الأميركي وقائد قوات الطوارئ
الدولية «un» عندما قدمني إليه قائلا بفخر «هذا هو الجندي المصري قاتل
الإسرائيليين يا جنرال» ورد عليه بعنهجية أميركية وغرور«طيب يا جنرال
عبدالحميد سلمه لي لتسليمه لإسرائيل لمحاكمته عسكرياً بها، لارتكابه
جرائمه داخل حدودها»، ورد عليه قائدي الأعلى بوطنية ومصرية «لكنه جندي
مصري وفي حوزتنا وسلم نفسه واعترف بجميع التفاصيل ولم يقبض عليه وستتم
محاكمته في وطنه وفقا لمفهوم السيادة الوطنية ولا يجوز لنا تسليمه لإسرائيل
رغم معاهدة السلام معها». تمويه وخداع وماذا حدث في تلك المواجهة الثلاثية المثيرة؟لقد
فطن قائدي اللواء عبدالحميد لما يدور في فكر الجنرال الأميركي ومكره
وخداعه الاستراتيجي وانحيازه لحليفة بلاده إسرائيل، وخشية إبلاغها بتواجدي
في مقر قيادة قوات الأمن المركزي بسيناء في النقب والقريب من حدودها
واقتحامه أو شن هجوم عسكري أو صدام مصري إسرائيلي لا يعلم أحد نتائجه
وتصرف بلباقة عسكرية معه ومنعه من إجراء أي اتصالات وتحفظ عليه في مكتبه
واستخدمه وإمكانياته الدولية وموقعه بشياكة وذلك عندما طلب منه إرسال ضابط
مصري لتصوير موقع الحادث والمصابين مستخدما طائرته الرئاسية لقوات
الطوارئ الدولية ليدخل إسرائيل بها دون أن تعلم أن ذلك لصالح مصر. وانطلق
الضابط طارق وبرفقته مساعده ومعهما كاميرا فيديو للتحليق بطائرة رئيس قوات
الطوارئ الدولية بسيناء لتصوير مكان الحادث وجمع الأدلة لإجراء التحقيق
المصري مستغلاً الحصانة الدولية لتلك الطائرة وعدم تعرض الجانب الإسرائيلي
لها وانطلقت لمدة ساعة ولمسافة ستة كيلومترات من موقع قيادة قوات الأمن
المركزي بسيناء في صحراء رأس النقب وذلك أثناء التحفظ الودي على القائد
الأميركي بلباقة فور انتهاء مهمة التصوير المصرية عاد قائد «un» لمقر
قيادته بصحراء النقب المجاور لمطار النقب المصري طابا الآن والذي يطل على
المدرج الثالث بالمطار وفي ذات التوقيت ركبت إحدى السيارات المصرية تحت
الحراسة عبر طريق النقب نخل متوجهاً إلى السويس حيث مقر النيابة العسكرية
للتحقيق معي وتعمد القائد الأمني المصري اللواء عبدالحميد أن انطلق بحراستي
قبيل مغادرة القائد الأميركي مقر قيادته ليلاحقني ويتأكد من مغادرتي
سيناء، ولقد أبلغ الأميركي إسرائيل بالواقعة وفجأة تم تغيير خط السير
والعودة بي إلى مقر القيادة، وأذاعت مصر في الساعة الخامسة مساء يوم الحادث
خبرا عن نقلي في طائرة مصرية إلى القاهرة للتحقيق معي بمعرفة مباحث أمن
الدولة للتمويه وهو ما لم يحدث حيث تم نقلي في الحادية عشر مساءً بسيارة
وسط حراسة مشددة إلى النيابة العسكرية بمقر قيادة الجيش الثاني الميداني
بالسويس.وسلك فوج السيارات العسكرية المصاحبة لي لحراستي لطريق النقب نفسه
نخل السويس، وأمر القائد المصري بعدم وضع مقابض الحراسة علي يدي تحسبا
لاحتمال تعرض إسرائيل أو محاولة نسف الحراسة وعدم تمكني من الفرار وعقب
وصولي إلى السويس تم استجوابي عدة مرات أمام أكثر من جهة أمنية وعسكرية
وسيادية وتركزت استجواباتهم بشأن دوافعي للحادث وانتمائي السياسي ونفيت
قيامي بذلك لدوافع تنظيمية أو بتكليف من جهة ولكن بإرادتي وتفكيري الفردي. تحقيق مريح صف لنا مشاعرك أثناء استجوابك؟
وهل تعرضت لسوء المعاملة ومدي تجاوب رؤسائك ومحققيك مع ما فعلته ضد الإسرائيليين؟أثناء
فترة الاستجواب معي لم تكن هناك جفوة أو ترهيب أو تأنيب بل وجدت غبطة
وارتياحا من رؤسائي وقياداتي والمحققين لما فعلته. وأتذكر أنه قبل مغادرتي
مقر قيادتي بسيناء متوجها إلى السويس عقب انتهاء استجوابي المبدئي لاحظ
القائد العسكري لي برتبة لواء أن يدي م***شة بالقيود الحديدية فأمر بفك
الكلابشات وصافحني وقام بتقبيلي بعفوية. وصلت إلى مقر النيابة العسكرية
بقيادة الجيش الثاني الميداني في منطقة عجرود في الساعة الرابعة فجر اليوم
التالي «27 نوفمبر 1990» عقب خمس ساعات متواصلة ووسط حراسه مشددة خشية من
الهجوم الإسرائيلي المباغت رغم التمويه الأمني والإعلامي بمغادرتى سيناء
في طائرة متوجهاً للقاهرة. وأعلنت حالة الطوارئ القصوى في مقر قيادة
المنطقة العسكرية بالسويس فور وصولي ومن المفارقات أنه تقرر منع قيام
الضباط بإجازاتهم. وماذا عن التحقيقات معك أمام النيابة العسكرية؟استغرقت
جلسة التحقيق الأولى ست ساعات متواصلة وكان فريق المحققين الثلاثي يتكون
من ضباط برتبة لواء وعميد ورائد ورويت تفاصيل الحادث ودوافعي وأكدت عدم
ندمي على ما فعلته وتحملي تبعاته مهما كلفني حتى لو كان إعدامي لأنني أردت
الشهادة في سبيل الله عندما فكرت وخططت لتنفيذ الحادث.وتم
ترحيلي من سجني العسكري بقيادة الجيش الثاني بالسويس إلى السجن المدني
التابع لوزارة الداخلية في أبوزعبل والقريب من بلدي الزقازيق لتسهيل زيارة
أهلي وكانت معاملتي فوق الممتازة أثناء السجن سواء من قادتي والمسؤولين
عني من ضابط وجنود سجناء وكانوا يعاملونني على أنني بطل. قهوة محوجةهل تتذكر بعض القادة العسكريين الذين تعاملوا معك بكرم وتقدير لما فعلته أثناء التحقيقات والمحاكمة العسكرية؟نعم
وفي مقدمتهم قائد المنطقة العسكرية اللواء إيهاب علوي بالسويس. وكان
يستدعيني لمكتبه لتناول فنجان قهوة محوجه من مشروبه الشخصي، وعين فيما بعد
رئيسا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بدرجة وزير، وبدأت محاكمتي منتصف
ديسمبر 1991 وتم النطق بالحكم في 6 ابريل 1991 بالسجن المؤبد لمدة 12
عاماً بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار لـ21 إسرائيليا وإصابة عشرين
آخرين وإتلاف ست سيارات. الطفولة نعود
للماضي ولطفولتك ونشأتك في محافظة الشرقية المتآخمة لمدن القناة خط
الدفاع الأول لمصر خلال جميع الحروب مع اسرائيل، ونسألك ما هي الدوافع
المادية والنفسية لقتلك الإسرائيليين؟ وهل كنت تخطط لذلك؟ ولماذا؟ أقسم
دوافعي النفسية والمادية، الأولى تربيت عليها من صغرى في المعهد الديني
الأزهري الذي كنت أدرس فيه بالزقازيق وتعلمت فيه على أيدي مشايخنا ان
إسرائيل عدونا الأول، وان إسرائيل زرعت لمحاربة الإسلام وتهديد المسجد
الأقصى في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتفتحت عيناي على ما شهدته من
فظائع ومجازر إسرائيلية ضد الأطفال والمدنيين العزل أثناء حرب الاستنزاف
مع مصر سواء ما رأيته في متحف الزعيم أحمد عرابي بقريته «هرية رزنة»
التابعة لمركز الزقازيق من جريمة قتل أطفال مدرسة بحر البقر الابتدائية
ورأيت كراريسهم الدراسية ملوثة بالدماء ومازالت موجودة حتى الآن بالإضافة
لما سمعته من والدي رحمه الله عن محرقة إسرائيلية لمدرسة كفر حافظ التابعة
لمركز أبو حماد بالشرقية والمجاورة لبلدتنا الأصلية الغنيمة بمركز أبو
كبير بالشرقية وكذلك ما حدث في أبوزعبل التابعة لمحافظة القليوبية
والقريبة من بلدنا أيضا ورسمت تلك الصور والحكايات في مخيلتي العدائية
للثأر من إسرائيل باعتبارها العدو الرئيس الاستراتيجي لمصر وللعرب
وللإسلام. وعندما سافرت للعمل في الأردن عام 1984 ولمدة أربع سنوات قبل
تجنيدي بالقوات المسلحة عشت عامين داخل مخيم البقعة للفلسطينيين على طريق
عمان إربد بالأردن وشهدت المرارة الفلسطينية للواقع الذي يعاني منه أصحاب
الأراضي المحتلة والمهجرون المضطهدون والمطرودين من وطنهم قهرا وأراضيهم
مغتصبة وهي حياة صعبة وكئيبة ولقد تأثرت بهم كثيرا وتألمت لهم. بمناسبة
ذكر حادث اغتيال سليمان خاطر لعدد من عناصرالـ«موساد» الإسرائيلي حاولوا
اختراق موقعه العسكري في سيناء؟ كيف علمت بذلك؟ وأين وما مشاعرك؟ ولماذا
خططت للثأر له بعدما أهدرت دمه في سجنه؟ وقع
حادث البطل بلدياتي الشرقاوي الجندي الشهيد سليمان خاطر في 5 أكتوبر 1985
وقبل تجنيدي في سلاحه ذاته «الأمن المركزي» وبذات مكانه «جنوب سيناء»
بثلاث سنوات وكنت آنذاك أعمل في الأردن ولقد فرحت كثيراً بما فعله وبطولته
ضد الإسرائيليين وكذلك الإخوة الفلسطينيون المتواجدون معي وهو ضرب مجموعة
من الإسرائيليين من منطلق حقه الشرعي عندما حاولوا اختراق موقعه العسكري
لوجود أجهزة رصد عسكرية مصرية معه محظور تواجدها وفقا لاتفاقية كامب ديفيد
في المنطقة «ج» بسيناء، وهؤلاء كانوا جواسيس وعملاء الـ«موساد». وكان
سليمان خاطر هو مثلي الأعلى.ثأرت لاغتيال سعيد بدير وماذا
عن أثر اغتيال بلدياتك وجارك العالم المصري سعيد بدير على أيدي الموساد
الإسرائيلي في الاسكندرية عند تنفيذك عمليتك الفدائية ضد الإسرائيليين؟-
أثناء فترة تجنيدي علمت بواقعة اغتيال العالم الشرقاوي وجاري بمدينة
الزقازيق د. سعيد سيد بديرفي شقته بالاسكندرية ورميه في الشارع بملابس
نومه حاملا جواز سفره والإدعاء بأنه انتحر رغم تجهيزه لأوراق سفره للعمل
في جامعة أندونيسية، بعدما رفض العمل بوكالة «ناسا» للأبحاث الفضائية.
وكان بدير أحد أبرز ثلاثة علماء في العالم في علم «الميكروويف للاتصالات»
بالأقمار الصناعية والتجسسية وكان عقيدا بالقوات المسلحة المصرية وأستاذا
بالكلية الفنية العسكرية ومستشارا علميا لرئيس الجمهورية وسبق تعرضه
لمحاولة اغتيال أولى في ألمانيا ونجح في الهروب منها رغم محاولة إنزاله من
الطائرة المصرية بالمطار ورفض قائدها المصري ذلك باعتبار أنها تخضع
للسيادة الوطنية- وهو ما حدث من الطيار الوطني علي مراد عندما رفض تفتيش
إسرائيل لطائرته في مطار غزة وعاد بها للقاهرة ما سبب أزمة دبلوماسية بين
مصر وإسرائيل آنذاك ولقد نجح بدير في تهريب أسرته قبيل سفره وإعادتهم لمصر
ولقد تم اغتيال العالم بدير لرفضه الضغوط الأميركية للعمل معها وكلفت
عناصر الـ«موساد» بتصفيته وتركت أطفاله يتامى ويعيشون الآن مع جدهم
ووالدتهم بالزقازيق بجوار سكني. وقع حادث اغتيال الـ«موساد» له كما قلت
أثناء تجنيدي وقرأت تفاصيله في الصحف المصرية وكشفت عن اتهام الـ«موساد»
بقتله وأثار هذا الحادث مشاعري الوطنية وحزنت على رحيله لإهمال الأجهزة
الأمنية المصرية في توفير حماية له داخل مصر رغم أنه مستهدف من المخابرات
الإسرائيلية والأميركية. وماذا بعد بركان الغضب تجاه الإسرائيليين؟فاضت
مشاعري بالألم ولم أستطع تحمله وطاقتي النفسية تمددت وشعرت بانفجار بركان
الغضب بداخلي ولم أستطع الصمت طويلا، وعندما علمت بمذبحة الصهاينة وقتلهم
المصلين أثناء سجودهم في المسجد الأقصى لأداء صلاة العصر، وهنا أعلنت بدء
ساعة الصفر للثأر والعد التنازلي لتنفيذ العملية الانتقامية وكان بدء
التخطيط الفردي لقيامي بالعملية ودون تنسيق مع أي أحد أو جهة كما يزعم
البعض لأن دوافعي كانت ذاتية ولم يعلم بها مسبقا والدي أو أسرتي حتى لا
يضغطوا علي لمحاولة منعي أو تراجعي كما لم يشاركني أحد فيما قمت به حيث
زعم البعض أنها عملية مخابراتية مصرية للثأر لمقتل العالم سعيد سيد بدير
المستشار العلمي للرئيس مبارك . لم أكن تابعاً للمخابراتأثير
أثناء محاكمتك العسكرية أن هناك جهة أمنية سيادية مصرية دفعت بك للثأر من
إسرائيل لاغتيالها العالم المصري سعيد بدير وأنك كنت «دوبلير» ولم تكن
البطل الحقيقي للعملية الفدائية؟هذا
ادعاء كاذب يحاول مروجوه نزع حقي التاريخي عني، ولقد نفيت ذلك أمام
المحكمة العسكرية عندما حاول أحد أعضاء هيئة الدفاع المتطوع استثمار هذا
الادعاء الكاذب لبراءتي وأكدت أمام المحكمة أنني مرتكب الحادث بمفردي
وبإرادتي وبقناعتي وبدوافعي العدائية ضد الإسرائيليين وأتحمل مسؤوليته
الجنائية ولو تم إعدامي ثمنا له لأنني احتسبت نفسي شهيداً لوجه الله.كما
نفيت الادعاء بقيامي بدور الدوبلير البديل لمنفذ العملية الفعلي وهو ما لم
يحدث ولم تتدخل المخابرات المصرية من قريب أو بعيد ودللت على ذلك بإصابتي
في رأسي وإجراء جراحة وأخذي سبع غرز وكذلك استعنت بالشهود من زملائي
بالموقع العسكري وقيادتي وضابط الأمن بشركة عثمان أحمد عثمان بالنقب
والسائق الذي نقلني من المقر 2 من موقع الحادث إلى مقر شركة المقاولون
العرب وصور الفيديو التي قامت بها رئاستي في سيناء. لست نادماعقب
مرور 19 عاماً على حادثتك هل أنت نادم على ما فعلته؟ وما مشاعرك لعدم
تقدير الدولة والحكومة لك وتكريمك كبطل وتركك عاطلا دون إعانة وكأنك أخطأت
في حق الوطن؟لست نادماً ولو قدر لي أن أعود لارتكبت الحادث ذاته وزدت في الأسلحة والذخيرة للقضاء على أكبر عدد من الأعداء الإسرائيليين. هل تعرضت لمحاولات أو تهديدات بالقتل منذ الإفراج عنك وحتى الآن؟لقد طلب مني أمنيا«التوهان في وسط الناس حتى لا يتم رصد تحركاتي». هل يتم استدعاؤك أمنيا ؟ وهل منعت من المشاركة السياسية والشعبية؟نعم
يتم استدعائي للتعرف على أحوالي ولم تفكر تلك الأجهزة الأمنية في توفير
لقمة عيش كريمة لي ولأسرتي منذ الإفراج عني منذ تسع سنوات.رفضت العمل «زبالاً» ماذا تعمل الآن منذ خروجك من سجنك عام 2000؟منذ
تسع سنوات والإفراج عني من السجن عقب قضاء عشر سنوات فيه وأنا أعمل سباكا
باليومية لتوفير لقمة عيش شريفة لأسرتي الصغيرة المكونة من زوجتي وولدين
بالإضافة لأسرتي الكبيرة المكونة من والدتي وأشقائي عقب وفاة والدي وهو
موظف بسيط بشركة «أتوبيس» شركة الدلتا ومنذ عامين تعرضت لحادث سقوط من على
السقالة أثناء تركيبي مواسير صرف صحي على ارتفاع خمسة أدوار وتأثر العمود
الفقري، وأثر سلبا على صحتي ثم عملت في مزرعة سمكية منذ عامين بكفر الشيخ
بتزكية من النائب الناصري حمدين صباحي بدعوى مساعدتي في المعيشة كما سبق
أن عملت بمزرعة الدواجن للنائب الناصري السابق محمد فريد حسانين بطوخ
مقابل أجر زهيد شهريا وتركت العمل حاليا وأنني أتمنى الحصول على وظيفة
براتب ثابت لإعالة أسرتي سواء داخل أو خارج مصر كمواطن وما فعلته لا أبغي
به سوى وجه الله وحسن مقابلته في الآخرة وأعلم متاع الدنيا قليل. هل تشعر بمرارة من سوء تقدير وتكريم الدولة المصرية لك كبطل قومي؟ عاوز معاملة الحكومة المصرية لي أسوة بمعاملة حكومة إسرائيل لقاتل -
الضابط المصري «عبد اللطيف» في رفح -وقدمت له جميع التسهيلات أما أنا
مازالت شهادة تأدية الخدمة العسكرية رديئة لأنه مدون بها جريمتي «قتل عمد
إسرائيليين» وكذلك صحيفة الحالة الجنائية «الفيش والتشبيه» ما يعوق عملي
بوظيفة حكومية حتى الآن ولم يعرض علي سوى وظيفة بالصرف الصحي بمجلس مدينة
الزقازيق «زبال» بأجر غير ثابت وهي بتوصية أيضاً من نائب بالبرلمان رغم أن
بلدي محافظة الشرقية بها مناطق صناعية عدة أشهرها العاشر من رمضان، وأنني
في احتياج للحصول على شقة سكنية وأنني فخور بما فعلته لأنني لم أتاجر في
المخدرات ولا هاتك عرض ولا سارق أموال أ