توقع سينمائيون أن تشهد الفترة المقبلة لصناعة السينما المصرية طفرة مع تقديم المنتجين لأفلام جديدة بعد النجاح الذي حققته الافلام التي عرضت خلال ماراثون عيد الأضحى .
وانطلق ماراثون العيد بأربعة أفلام فقط بعد انسحاب ثلاثة أفلام في اللحظات الأخيرة؛ حيث استقرت المنافسة علي أفلام اكس لارج 'لأحمد حلمي ودنيا سمير غانم وإخراج شريف عرفة، ''سيما على بابا''لأحمد مكي وإخراج أحمد الجندي،''كف القمر'' بطولة خالد صالح ووفاء عامر وإخراج خالد يوسف و''أمن دولت'' بطولة حمادة هلال وشيرى عادل وإخراج أكرم فريد.
بينما خرج من السباق فيلم واحد صحيح بطولة هاني سلامة وإخراج هادي الباجوري، ''عمر وسلمى 3 '' بطولة تامر حسنى وإخراج محمد سامى، ''بنات العم'' بطولة أحمد فهمى وهشام ماجد وشيكو وإخراج أحمد سمير فرج.
وكانت الكوميديا هي الطابع المميز لغالبية الأفلام؛ حيث جسد حلمي في اكس لارج شخصية مجدى الذي يعيش في حالة وحدة كبيرة بسبب الزيادة المفرطة في وزنه مما يضطره إلى الانطواء والاكتفاء بالعلاقات التي يقيمها من خلال غرف الدردشة على الإنترنت، ولا يوجد شخص قريب منه سوى خاله والذي يجسد دوره إبراهيم نصر ويسعى لإخراجه من هذه الحالة.
الفيلم تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج شريف عرفة، وقد اضطر أحمد حلمى إلى ارتداء ماسك وبدلة جلدية لإظهار حالة السمنة المفرطة.
ويقدم الفنان أحمد مكي في فيلم سيما على بابا مجموعة من الشخصيات التي ظهرت في بعض أفلام السينما العالمية في إطار كوميدي؛ حيث يستعرض الفيلم حالة الخلافات بين أبناء الوطن الواحد وفكرة لم الشمل، وتنقسم أحداث الفيلم إلى جزءين، الجزء الأول تعود فيه شخصية حزلقوم مرة ثانية، وتدور أحداثه في كوكب ''ريفو'' فى الفضاء؛ حيث يختطف حزلقوم ويتم إجراء تجارب خيالية عليه، أما الجزء الثاني بعنوان ''الديك في العشة'' وتدور أحداثه في مزرعة يجسد مكي فيها شخصية ديك يعيش وسط حيوانات المزرعة، يحميهم من الذئاب والضباع التي تحاصرهم، وتفرض إتاوات عليهم.
ويشارك مكي البطولة إيمى سمير غانم لأول مرة ولطفى لبيب ومحمد شاهين ومحمد سلام، ويعرض الفيلم في 85 دار عرض.
وفي إطار كوميدي يشاهد الجمهور فيلم أمن دولت لحمادة هلال الذي يجسد فيه شخصية حسام ضابط أمن الدولة الذي يجد نفسه مسئولا عن أسرة مكونة من خمسة أطفال ووالدتهم التي تتقلد منصبا سياسيا مهما وتدعى دولت، ويشارك البطولة سامى مغاورى وأحمد حلاوة والفيلم تأليف نادر صلاح الدين .
بينما ينتمي فيلم كف القمر للمخرج خالد يوسف إلى الدراما الاجتماعية من خلال شخصية قمر وفاء عامر الصعيدية التي تدفع بأولادها الخمسة إلى مصر ليحققوا حلمها بإعادة بناء منزلهم من جديد، ولكن يفترق الأبناء بعد فترة قليلة ويفشل أخوهم الأكبر في جمعهم مرة أخرى ولكنهم يجتمعون في النهاية ليحملوا نعش والدتهم .
وقالت الممثلة اللبنانية تاتيانا إن الأفلام المعروضة حققت نجاحا جيدا في ظل ظروف الانتخابات والأوضاع المضطربة التي تمر بها البلاد، مشيرة إلى أن أمن دولت حقق إيرادات تجاوزت ثلاثة ملايين جنيه خلال العيد وهي أرقام جيدة جدا ومشجعة ومغرية لإنتاج أفلام جديدة في الفترة المقبلة .
حقق فيلم أمن دولت في أول يوم عرض حوالي 600 ألف جنيه، بينما سجل أعلى إيراد له في ثاني يوم متخطيا حاجز 700 ألف جنيه وتقريبا نفس الرقم في اليوم الثالث والرابع بينما كان اليوم الخامس اقل الأيام حيث سجل إيرادات بلغت 474 ألف جنيه.
وتمكن فيلم إكس لارج بطولة أحمد حلمي من تحقيق أعلى الإيرادات حتى الآن بلغت حوالى 12 مليون جنيه، وسجل الثلاثاء الماضي رقما قياسيا كأعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية محققا ايرادا تجاوز ثلاثة ملايين جنيه ومحطما الرقم القياسي الذي حققه سعد الصغير في فيلمه شارع الهرم الذي عرض في عيد الفطر وبلغ مليونين ونصف المليون .
وعلى غير المتوقع حقق سيما على بابا لأحمد مكي حوالي 6 ملايين جنيه، ويرى مراقبون أن ضعف الفيلم هو السبب في ذلك، وقالوا إن ''سيما علي بابا برمته يشكل في حد ذاته صدمة للمشاهد المصري وليس تغيرا أو تنويعا في سياق الدراما للأحداث أو حتي كسر تقليدية الفيلم المصري''.
وقال المنتج الفني أحمد فاروق إن الفنان الكوميدي أحمد مكي أراد أن ينسلخ عن جلدة، فوقع في فخ التجربة دون أن يدري وبلا قصد وهو يقوم ببطولة فيلمة الجديد سيما علي بابا؛ حيث جاء التجديد ذريعة لتبديد رصيده الفني الذي كونه علي مدي السنوات القليلة الماضية.
ويرى أحمد فاروق أن فيلم كف القمر لخالد يوسف رغم تميز مستواه فإن إيراداته الحقيقية ستكون عقب انتهاء العيد، مشيرا إلى أن الأفلام الكوميدية حظيت بنسبة مشاهدة عالية لان مرتادي السينما خلال العيد هم من فئة الشباب والأطفال .
وحقق كف القمر إيرادات حوالي 2 مليون جنيه وهو يعد اقل الإيرادات بالنسبة للأفلام التي عرضت في العيد .
ويقول نقاد أنه رغم أن إيرادات الأفلام لا تعبر عن المستوى الحقيقي لها لأن وجهة نظر جمهور العيد تختلف تماما عن أي جمهور آخر إلا أنها نجحت في تبديد مخاوف السينمائيين وشركات الإنتاج وأعطت الثقة مرة أخرى في صناعة السينما المصرية